الاثنين، 24 يونيو 2013

تنبه القلب - موقف




تذكر إحدى الأمهات التي كانت ترافق طفلها في المستشفى لإصابته بأحد الأمراض،أنها أوقفت الممرضة حين شرعت في حقن ابنها بإبرة الدواء، قائلة لها:إن هذه الجرعة غير صحيحة،ردت الممرضة قائلة بأن هذه الجرعة هي طبقاً لوصفة الاستشاري المتابع،لكن الأم أصرت على موقفها طالبة من الممرضة أن تراجع الدكتور قبل حقن ابنها،رجعت الممرضة بعد حين ومعها عدد من الطاقم الطبي برفقة الدكتورالمتابع يشكرون الأم على تنبهها لهذا الموقف لأن موقفها أنقذ ابنها من موت محتم.تعلق الأم على الموقف: أنا لا أعلم المقدار الدقيق الذي يجب أن يعطى لابني ولكنني من خلال ملاحظاتي له في هذا المرض أدركت بأن تلك الجرعة مضاعفة وقد تؤدي به إلى الموت.هنا نحن أمام مختصة (ممرضة) تعاملت مع أرقام،وأخرى غير مختصة (أم) لم تغمض عينيها لأن من هو أمامها مختص لايمكن نقاشه.

الأحد، 16 يونيو 2013

عندما يتحول المعلم إلى تحفة !


حلمي العلق
حلمي العلق

يواصل المعلمون في المراحل التعليمية الثلاث دوامهم الرسمي ثلاثة أسابيع إضافية، على الرغم من انتهائهم من جميع المهام المتعلقة بالطلاب. سيكون لحضور المعلمين في بعض المدارس التي تطبق امتحانات الدور الثاني ضرورة لإتمام أعمالهم، ولكن سيحضر معلمو المرحلة الابتدائية والثانويات المطورة لتعبئة كراسيهم ومكاتبهم الفارهة دون معنى.
تواصل المؤسسات التربوية إصدار قرارات لا معنى لها سوى الخوف من التغيير، وسيكون على المعلم – حامل شعلة الفكر- أن يقوم بأشياء ليست مقنعة. قد يكون لهذا الحضور سبب في سالف العصر والأوان لإتمام امتحانات الدور الثاني، وقبل أن يدخل الحاسب الآلي للمدارس حين كان المعلمون يقضون الساعات في تبييض درجات الطلاب في صحائف وسجلات ألغاها عصر طابعة الليزر. وبقاء المعلم في دوام هذه الفترة وحتى بعد اندثار كل تلك الأعمال الكتابية، حفاظاً على الإرث التقليدي في أن يبقى المعلم لفترة أطول من الطالب.
وسيبدي عدد من مديري المدارس تخوفهم من تأخر المعلم أو عدم وجوده خلال هذه الفترة خوفاً من أن تشوب سيرته وسيرة مدرسته أمام مشرفيه شائبة عدم التقيد بالنظام، أو أن تقل صورته أمامهم في كونه المدير القادر على تطبيق ما ليس للمعلمين به قناعة، وإلزامهم بنظام لا معنى له. وستتفاقم المشكلة بالنسبة للمعلمين في المناطق البعيدة عن أماكن سكنهم.
في بعض الدول وحتى العربية منها بدأت وزارات التعليم إعطاء إدارات المدارس صلاحيات تصل حتى اختيار المناهج التي ستقوم بتعليمها، أما نحن ما زلنا هنا في مركزية شديدة يقاس نجاح إدارة أي مدرسة بمدى تطبيق النظام، وليس بمدى تحقيق الأهداف المرجوة.
النظام وسيلة وليس هدفاً، وعندما نحوله إلى هدف في حد ذاته نسلب مدارسنا روح القناعة والفهم، لنحول المعلمين إلى مؤدين ومطبقي نظام لا مبدعين قانعين ومقتنعين بما يقومون به.
في الأسابيع الثلاثة القادمة ستتحول المدارس إلى مطاعم للفول والعدس، وسيتحول المعلم إلى تحفة يتفرج عليها المشرفون ويتباهى مديرو المدارس بالحفاظ عليها في صناديق زجاجية بابتسامة محنطة لفترة أطول.

الأربعاء، 5 يونيو 2013

الأنظمة الأخلاقية في المؤسسات التربوية


تفرض المسألة الأخلاقية والثقافية نفسها في بيئة وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، فهي حاضنة لكل ما هو جديد، وابتعاد أصحاب الرأي والفكر والمؤثرين الفعليين عن ساحتها أو عدم اعترافهم بها سيوسع الهوة بين الجيل الجديد والجيل القديم بما يحمل من مبادئ وقيم.
كل شيء بالنسبة للجيل الجديد بات يظهر على حقيقته، والصورة النمطية التي تحوطها هالة القداسة وهي معلقة في برجها العاجي لم تعد كذلك، كل شيء بات يكتسب قيمته من الحقيقة التي يحملها وليس من الصورة النمطية التي فرضها تكرار الصورة ووحدتها.
إذا كان الكاتب كاتباً مرموقاً في يوم من الأيام لأن صحيفة ما قد أفردت له عموداً، فالكل اليوم يكتب ويمتلك المساحة الكافية للتعبير والانتشار، وإذا كان الممثل ممثلاً مشهوراً لأنه صعد على خشبات المسرح واستفرد بعدسات السينما، ففي أقل وسيلة تواصل عدسة صغيرة، تمثل وتتحدث وتنشر. فلم يعد الشاب ذلك الإنسان القلق من العدسة أو التصوير أو النشر. وبات الفرز شديداً والانتقاد لاذعاً لكل شيء ولكل هفوة تصدر من هذا أو ذاك.تهذيب كل ذلك لا يمكن أن يكون بالمنع، فقد بات المنع ممنوعاً، طالب الثانوية يسخر من ضحالة المعلومات التي يوفرها منهج الحاسب الآلي، فلديه مزيد، ويهزأ من القانون الذي يمنعه من اصطحاب الجوال، فلديه ألف وسيلة ووسيلة لإخفائه، إنه ينتظر من يساير فيه هذا الاندفاع نحو هذا الفضاء لا من يقف أمامه، وجود المنع وغياب الأنظمة الأخلاقية والاجتماعية بالشكل المقبول في المؤسسات التربوية لكل ما هو جديد هو ما يجعل من الانفلات أمراً حتمياً.

التربية كلمة مفقودة الفاعلية في المؤسسات التي تندرج تحت مسمى (التربية والتعليم)، التربية لا تعني في عصرنا الراهن تزويد المتعلم بتعاريف الكلمات الأخلاقية والدينية بقدر ما هو تقنين ووضع الأنظمة الأخلاقية لكل ما هو جديد وبما يتوافق مع قناعته العقلية والفطرية، بالتعليم والتثقيف وبشتى الوسائل الجاذبة.

http://www.alsharq.net.sa/2013/06/05/857941

http://www.sauress.com/alsharq/857941